لجينيات ـ أكدت مصادر إعلامية مقتل عبد اللطيف موسى زعيم جماعة تتبنى فكر "السلفية الجهادية" بفلسطين وتطلق على نفسها اسم "أنصار جند الله" وقتل معه 19 من أنصاره صباح اليوم السبت (15- 8)، بعد اشتباكاتٍ دارت في محيط منزل تحصَّن به في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وكانت اشتباكاتٌ أسفرت عن مقتل عدد من الفلسطينيين وجرح العشرات، عقب إعلان زعيم الجماعة -خلال خطبة الجمعة في مسجد "ابن تيمية" برفح- عن انطلاق "إمارة إسلامية في بيت المقدس، بدءًا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، ودعوة أنصاره إلى التصدي لعناصر شرطة غزة بالسلاح.
وذكر شهود عيان مساء أمس الجمعة أن انفجارًا كبيرًا هزَّ منزلاً تحصَّن به موسى؛ ما أدَّى إلى تدميره، وهو ما رجَّحته الأجهزة الأمنية في رفح.
ونقل عن مصادر طبية وإعلامية إن"زعيم جماعة أنصار جند الله بفلسطين التي تتبنى فكر السلفية الجهادية، عبد اللطيف موسى، قد قتل خلال الإشتباكات التي سماها البعض بمعركة الإمارة".
وأفادت مصادر طبية في وزارة الصحة الفلسطينية إن: "عدد القتلى ارتفع إلى 20 شخصا، وعدد الجرحى يربو على المائة" خلال الاشتباكات التي أعقبت إعلان زعيم جماعة "أنصار جند الله" بفلسطين عبد اللطيف موسى عن "ولادة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس"، بدءا من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وفي هذا السياق ،أعلن معاوية حسنين، مدير عام دائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، أن "من بين القتلى قياديا محليا في كتائب القسام يدعى محمد الشمالي وعددا كبيرا من المدنيين، وأن نحو عشرين من الجرحى في حالة حرجة".
ومن جهته، قال إسلام شهوان، المتحدث باسم الشرطة في غزة، إن محاولات جرت للتفاوض مع الجماعة لتسليم أسلحتها، لكن مسلحيها بادروا بإطلاق النار على قوات الأمن؛ ما أدى إلى إصابة أربعة منهم بجروح.
وقال شهود عيان إن شرطة حماس قامت بتفجير بيت زعيم المجموعة القريب من المسجد المحاصر الشيخ عبد اللطيف موسى، كما تم نسف مبنى مجاور له تحصن فيه المسلحون وأخلوا سكانه، ولم يعرف إن كان هناك ضحايا تحت الأنقاض.
وتشكل منطقة رفح موطنا للحركة السلفية الجهادية التي تنتمي إليها مجموعة جند أنصار الله القريبة إيديولوجيا من تنظيم القاعدة.
"إمارة إسلامية"
وخلال خطبة الجمعة في مسجد "ابن تيمية" برفح طالب الشيخ عبد اللطيف موسى المسلحين التابعين له بمبايعته على السمع والطاعة بعد أن كال اتهامات وشتائم لحكومة حماس في قطاع غزة، مهددا بالمقاومة في حال اقتحام المسجد.
وقال موسى، وهو أمين عام الجماعة السلفية الجهادية في غزة، "نعلن اليوم عن ولادة المولود الجديد.. الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف موسى وقد أحاط به عدد من المسلحين: "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا، وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته"، وتوجه إلى حكومة حماس بقوله: "إما أن يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا إلى حزب علماني تحت مظلة الإسلام".
وتابع: "في حال تطبيق حماس شرع الله نحن السلفيين لدينا استعداد أن نعمل خدما لهذه الحكومة التي تطبق شرع الله".
وفوجئ كثير من المصلين بخطبة موسى بعد أن كانت الغالبية منهم تظن أن موسى ينتمي إلى جماعة "الكتاب والسنة"، وهي جماعة تتبع منهج السلف الصالح بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وترى في الخروج على ولي الأمر معصية كبيرة وسببا أكبر في ضعف الأمة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وكان موسى في بداية انطلاقته نائبا لرئيس جمعية الكتاب والسنة، ولكنه لم يصبر طويلا قبل أن يتبع الجهاديين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "السلفية الجهادية" واستولى على مسجد ابن تيمية الذي بني وأسس على منهج "سلفي" يدعو سلما الناس إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم).
"لوثة عقلية"
من جانبها، ردت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة على ذلك في بيان مؤكدة أن "عبد اللطيف موسى أعلن قيام إمارة إسلامية، ويبدو أنه أصابته لوثة عقلية، ونؤكد أن أي مخالف للقانون يحمل السلاح لنشر الفلتان ستتم ملاحقته واعتقاله".
كما حمل المتحدث باسم حركة حماس طاهر النونو في مؤتمر صحفي في غزة مساء الجمعة "المدعو عبد اللطيف موسى ومن معه المسئولية الكاملة عما حدث نتيجة إعلانه غير المسئول خلال خطبة الجمعة، ولن نسمح بعودة الفلتان الأمني تحت أي مظلة".
وطالب المتحدث "كل من ينتمي إلى هذه المجموعة التكفيرية بأن يسلم نفسه وسلاحه للشرطة"، مؤكدا أنه "جرى العديد من الاتصالات معهم في السابق، وحاولنا إقناعهم بالرجوع عن هذا الفكر، واليوم أعلنوا قيام كيان لا يقوم على القانون ويكفر أبناء شعبنا".
وجاء إعلان موسى فيما أكد إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال، في خطبة الجمعة في مسجد الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا (شمال القطاع) عدم وجود تنظيمات متشددة في غزة، وقال هنية: "لا يوجد على أرض قطاع غزة مثل هذه التنظيمات والمجموعات، ولا يوجد على أرض غزة إلا أهلها، وإن أهل القطاع ليسوا بحاجة إلى رجال".
وحدث أول احتكاك بين حماس والمجموعة غداة انفجار استهدف حفل زفاف في خان يونس في 21 يوليو الماضي، وأعلنت إثره مجموعة جند أنصار الله في بيان على الإنترنت أن مسلحين من حماس يحاصرون عددا من أعضائها بتهمة الضلوع في التفجير.
ونفت جماعة "جند أنصار الله" حينها علاقتها بالتفجير، وقالت إن عناصرها اتهموا "ظلما وزورا".. وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ منتصف 2007.
وعبد اللطيف موسى (45 عاما) طبيب فلسطيني يحمل الفكر السلفي، وكان يعمل في وزارة الصحة الفلسطينية قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
وسبق لموسى أن اختلف مع حركة حماس حول مصير مسجد "ابن تيمية"؛ حيث كانت الحركة تسعى للسيطرة عليه في حين قام هو بتوسعته، غير أن حماس طلبت منه تسليمه خلال اليومين الماضيين باعتباره تابعا للأوقاف.
وكالات
تعليق